وفي لفظ سعيد المقبري ، قال : ( كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن ذي القربى؟ قال : فكتب إليه ابن عباس : قد كنّا نقول : إنّا لَهم ، فأبى ذلك علينا قومنا وقالوا : قريش كلّها ذوو قربى ).
وهذه المسألة أشرت إليها في الحلقة الأولى وفي هذه الحلقة ، وسوف نذكرها في مسائل الفقه عنه بتفصيل أوفى.
وكان ابن عباس رضياللهعنه يندّد بالحرورية ، فيقول : ( ليس الحرورية بأشد إجتهاداً من اليهود والنصارى ، وهم يضلّون ) (١).
وقد ذكر ابن الأثير في تاريخه : أنّ نجدة لمّا رجع إلى البحرين قطع الميرة عن أهل الحرمين منها ومن اليمامة ، فكتب إليه ابن عباس :
( أما بعد إنّ ثمامة بن أثال لمّا أسلم قطع الميرة عن أهل مكة وهم مشركون ، فكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّ أهل مكة أهل الله فلا تمنعهم الميرة ، فجعلها لهم ، وإنّك قطعت الميرة عنّا ونحن مسلمون ).
فلما قرأ كتاب ابن عباس ، جعلها لهم ولم يقطعها عنهم (٢).
وهكذا رفع ابن عباس رضياللهعنه عن أهل الحرمين ذلك الحصار الإقتصادي الذي فرضه نجدة الخارجي ، إنتقاماً من السلطات المستولية على الحرمين ـ بني أمية وابن الزبير ـ.
____________
١ ـ التنبيه والرد للملطي / ١٧٤.
٢ ـ تاريخ ابن الأثير ٤ / ٨.