( ت ٨٥٠ هـ ) في ( المستطرف ) (١) ، والأمير حيدر الشهابي ( ت ١٢٥١ هـ ) في ( الغرر الحسان ) (٢) ، والخبر مرتباً منهم جميعاً ، قالوا :
( إنّ هرقل ملك الروم كتب إلى معاوية عن الشيء ولا شيء؟ وعن كلمة ( دين ) لا يقبل الله غيرها؟ وعن مفتاح الصلاة؟ وعن غرس الجنّة؟ وعن صلاة كلّ شيء؟ وعن أربعة فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء؟ وعن رجل لا أب له؟ وعن رجل لا أم له؟ وعن امرأة ولدت من غير أم؟ وعن رجل لا قوم له؟ وعن قبر جرى بصاحبه؟ وعن قوس قزح ما هو؟ وعن بقعة طلعت عليها الشمس مرة واحدة ولم تطلع عليها قبلها ولا بعدها؟ وعن ظاعن ظعن مرة واحدة ولم يظعن قبلها ولا بعدها؟ وعن شجرة نبتت من غير ماء؟ وعن شيء تنفس ولا روح له؟ وعن اليوم وأمس وغد وبعد غد؟ وعن البرق والرعد وصوته؟ وعن المجرة؟ وعن المحو الذي في القمر؟
قيل لمعاوية : لست هناك ، ومتى أخطأت في شيء من ذلك سقطت من عينه ، فاكتب إلى ابن عباس وسله عن تفسيرهن يخبرك عن هذه المسائل.
فكتب إليه ، فأجابه :
أمّا الشيء ، الماء قال الله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )(٣).
وأمّا لا شيء ، فإنّها الدنيا تبيد وتفنى.
____________
١ ـ المستطرف ١ / ٤٦ ط دار إحياء التراث العربي ( أفست ).
٢ ـ الغرر الحسان ١ / ٥٣.
٣ ـ الأنبياء / ٣٠.