عليهم السلاح ، وقامت جماعة منهم عظيمة على رأسه بأيديهم الأعمدة (١).
فقال ابن الأزرق لأصحابه : خشي الرجل غائلتكم وقد أزمع بخلافكم (٢) ، واستعد لكم ، ما ترون؟
فدنا منه ابن الأزرق ، فقال له : يا ابن الزبير اتق الله ربك وابغض الخائن المستأثر ، وعادِ أوّل من سنّ الضلالة وأحدث الأحداث ، وخالف حكم الكتاب ، فإنّك إن تفعل ذلك ترض ربك وتنج من العذاب الأليم نفسك وإن تركت ذلك فأنت من الذين استمتعوا بخلاقهم وأذهبوا في الحياة الدنيا طيباتهم.
يا عبيدة بن هلال صف لهذا الانسان ومن معه أمرنا الذي نحن عليه والذي ندعو الناس إليه. فتقدم عبيدة بن هلال.
قال هشام : قال أبو مخنف : وحدثني أبو علقمة الخثعمي عن قبيصة (٣) ابن عبد الرحمن القحافي من خثعم قال : أنا والله شاهد عبيدة بن هلال إذ تقدم فتكلم ، فما سمعت ناطقاً قط ينطق كان أبلغ ولا أصوب قولاً ، منه وكان يرى رأى الخوارج.
قال : وإن كان ليجمع القول الكثير ، في المعنى الخطير ، في اللفظ اليسير.
قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أمّا بعد فإنّ الله بعث محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو إلى عبادة الله وإخلاص الدين فدعا إلى ذلك فأجابه المسلمون ، فعمل
____________
١ ـ ابن الأثير : ( العمد ).
٢ ـ ( خلافكم ).
٣ ـ ( عن أبي قبيصة ) والصواب ما أثبت.