قال : وأمّا قوله عزوجل : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ )(١) ، فهذا يوم القيامة حيث يرى الكفار ما يعطى الله أهل التوحيد من الفضائل والخير ، يقولون : تعالوا حتى نحلف بالله ما كنّا مشركين.
قال : فتتكلم الأيدي بخلاف ما قالت الألسن ، وتشهد الأرجل تصديقاً للأيدي.
قال : ثم يأذن الله للأفواه فتنطق.
فقالوا : ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ )(٢) ، يعني جوارحهم ) (٣).
وجاء في ( تفسير الخازن ) في تفسير قوله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا )(٤) :
( سأله نافع بن الأزرق معنى الورود؟
فقال ابن عباس : هو الدخول.
فقال نافع : ليس الورود الدخول؟
فقرأ ابن عباس : ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ )(٥) ، أدخلها هؤلاء أم لا؟ وقال : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ )(٦) ، أوردَ هو أم لا؟
____________
١ ـ يّس / ٦٥.
٢ ـ فصلت / ٢١.
٣ ـ تاريخ بغداد ١٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٤.
٤ ـ مريم / ٧١.
٥ ـ الأنبياء / ٩٨.
٦ ـ هود / ٩٨.