قال نافع : يقول الله ( مَا ذَكَّيْتُمْ )(١) ، تقول أنت وإن قتل.
قال : ويحك يا بن الأزرق ، أرأيت لو أمسك عليَّ سنّور ، فأدركت ذكاته أكان يكون عليَّ بأس ، والله إنّي لأعلم في أيّ كلاب نزلت ، في كلاب بني نبهان من طي. ويحك يا بن الأزرق ليكونن لك نبأ ) (٢).
هذه بعض المسائل التي تعنّت نافع بن الأزرق فسألها من ابن عباس ، وستأتي بقية مسائله في غريب القرآن في الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى.
فقد سأله حتى أضجره وأملّه. وأحسب أنّ ما رواه الطبري في تفسيره ، بسنده عن القاسم بن محمد ، قال : ( قال ابن عباس : كان عمر رضياللهعنه إذا سئل عن شيء ، قال : لا آمرك ولا أنهاك.
ثم قال ابن عباس : والله ما بعث الله نبيّه محمّد إلاّ زاجراً آمراً ، محلّلاً مُحرِّماً.
قال القاسم : فسلط الله على ابن عباس رجل يسأل عن الأنفال؟
فقال ابن عباس : إنّ الرجل يُنّفل فرس الرجل وسلاحه.
فأعاد عليه الرجل ، فقال له مثل ذلك ، ثم أعاد عليه حتى أغضبه.
فقال ابن عباس : أتدرون ما مثل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر حتى سالت الدماء على عقبيه أو على رجليه.
فقال الرجل : أمّا أنت فقد أنتقم الله لعمر منك ) (٣).
____________
١ ـ المائدة / ٧.
٢ ـ الدر المنثور٢ / ٢٦٠.
٣ ـ تفسير الطبري ٩ / ١٧٠.