قريش هذا الأمر لحبها إياك ، فحملت بني أُميّة وبني أبي معيط على رقاب الناس ، وآثرتهم بالفيء.
ثمّ قلت : ادعوا إليّ أبا طلحة الأنصاري ، فدعوه لي ، فقلت له : انظر يا أبا طلحة ، إذا عدتم من حفرتي ، فكن في خمسين رجلاً من الأنصار حاملي سيوفكم ، فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر وتعجيله ، واجمعهم في بيت ، وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا ويختاروا واحداً منهم ، فإن اتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه ، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب أعناقهما ، وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن بن عوف ، فارجع إلى ما قد اتفقت عليه ، فإن أصرّت الثلاثة الأُخرى على خلافها فاضرب أعناقها ، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستّة ودع المسلمين يختاروا لأنفسهم (١).
وهنا وبهذا الترتيب قد أخرجت عليّاً من الخلافة وضمنتها لعثمان دون أن أذكره بالاسم!
لأنّ طلحة من بني تيم ، وبني تيم صار بينها وبين بني هاشم ضغن من عدم مبايعة علي لأبي بكر وطعنه فيه.
وسعد بن أبي وقاص ابن عمّ عثمان ، وسوف يقف معه.
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٨ : ١٨٧.