من صاحبه ، دقّ الله بينكما عطر منشم.
( منشم : اسم امرأة كانت بمكّة عطّارة ، وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيّبوا من طيبها ، وكانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم ، فكان يقال أشأم من عطر منشم ) (١).
قيل : ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن ، فلم يكلّم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن.
س ٤ ـ يقول الحسن البصري : إنّه شهدك تخطب على المنبر بعد أن تولّيت الخلافة تقول : أيّها الناس ، اغدوا على أعطياتكم فيأخذونها وافية ، أيها الناس اغدوا على كسوتكم فيغدون ، فيجاء بالحلل فتقسم بينهم ، حتى والله سمعت إذناي : يا معشر المسلمين اغدوا على السمن والعسل فيغدون فيقسمون بينهم السمن والعسل ، ثمّ يقول : يا معشر المسلمين اغدوا على الطيب وما على الطيب والمسك والعنبر ، والعدوان والله متّقي ، والأعطيات دارّة والخير كثير ، وما على الأرض مؤمن يخاف مؤمناً ... فماذا حصل بعد ذلك ، ولماذا أنكر عليك الناس ما يعدّ أشرا وبطرا؟ (٢)
____________
١ ـ لسان العرب ١٢ : ٥٧٧.
٢ ـ الإمامة والسياسة ١ : ٣١ ، تاريخ المدينة لابن شيبة ٣ : ١٠٢٣ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ : ٩٤.