تيم على بني هاشم ، وهذا مركوز في طبيعة البشر ، وخصوصاً طينة العرب وطباعها ، والتجربة إلى الآن تحقّق ذلك ، فبقي من الستّة أربعة.
ـ فقال سعد بن أبي وقاص : وأنا قد وهبت حقّي من الشورى لابن عمّي عبد الرحمن ، وذلك لأنهما من بني زهرة ، ولعلم سعد أنّ الأمر لا يتمّ له. فلم يبقى إلاّ ثلاثة أنا وعلي وعبد الرحمن.
فقال عبد الرحمن لعلّي ولي : أيكما يخرج نفسه من الخلافة ويكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين؟
فلم يتكلّم منّا أحد.
فقال عبد الرحمن : أشهدكم أنني أخرجت نفسي من الخلافة على أن أختار أحدكما ، فأمسكنا ، فبدأ بعليّ وقال له : أُبايعك على كتاب الله وسنّة نبيّه وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر.
فقال : بل على كتاب الله وسنّة رسوله واجتهاد رأيي.
فعدل عنه إليّ فعرض ذلك عليَّ ، فقلت : نعم.
فعاد إلى عليّ فأعاد قوله ، فعل ذلك عبد الرحمن ثلاثاً ، فلمّا رأى أنّ عليّاً غير راجع عمّا قاله وأنّي أنعم له بالإجابة ، صفق على يدي وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين.
فقال عليّ : والله ما فعلتها إلاّ لأنّك رجوت منه ما رجا صاحبكما