ومائتي ألف دينار (١).
وقد كان مع طلحة في إمالة الناس عنّي.
٤ ـ عمرو بن العاص : وكان والياً لمصر بعهد عمر ، فأقريته كما أقريت غيره من عمّال عمر وقتاً ما ، ولكن العام الأوّل من ولايتي لم يكد ينتهي حتى جعلت قرابتي تنظر إلى مصر نظرة لا تخلو من طمع فيها وطموح إليها ، فقد أغار عمرو على إفريقية فأصاب شيئاً من غنيمة ثمّ رجع ، فكففت يده عن هذا الغزو وأرسلت إلى إفريقية جيشا لا يذعن لسلطان عمرو في مصر وإنّما يتصل مباشرة بالمدينة ، متخطياً عمراً على غير المألوف ، وأمرّت على هذا الجيش عبد الله ابن أبي سرح ، وقلت له : إن فتحت إفريقية فلك خمس الخمس من الغنيمة ، ولذلك غضب عمرو بن العاص ، لأنّي خسيت به عن نظرائه من العمال.
وممّا أجج الموضوع أكثر توليتي لعبد الله بن سعد بن أبي سرح لخراج مصر وتركي لعمرو صلاتها وحربها ، وعندما نشب الخلاف بين الاثنين عزلت عمرو وجمعت لعبد الله صلاة مصر وحربها إلى ما كان عليه من الخراج ، لذلك أصبح عمرو بن العاص عدوا لدودا وممّن كان له الباع الأكبر في قتلي.
____________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ٥٢ ، كتاب الجهاد والسير.