لكلّ ذلك طغى طلحة وتجبّر وبدأ يؤلّب الناس ليطيح بي ويأخذ مكاني ، وقد كان من أشدّ المحرّضين عليّ ، حتى منعني من شرب الماء أيام الحصار وقد قلت في ذلك : « ويلي على ابن الحضرميّة ( طلحة ) أعطيته كذا وكذا بهاراً ذهباً وهو يروم دمي ويحرض على نفسي ، اللهمّ لا تمتّعه به واقب بغيه » (١).
وقد كانت عائشة عندما بلغها مقتل عثمان وأنّ الناس قد بايعوا طلحة فرحت فرحاً شديداً.
وقالت : « بعداً لنعثل وسحقاً ، إيه ذا الإصبع ، إيه أبا شبل ، إيه ابن عمّ ، لله أبوك ، أما إنّهم وجدوا طلحة لها كفؤاً » (٢).
٣ ـ الزبير بن العوّام : لن أتكلم عنه كثيراً ، ولكن كان مرتبطاً مع طلحة ، فلا يُذكر طلحة إلاّ والزبير معه ولا الزبير إلاّ وطلحة معه ، وهو أيضاً ممّن تنافسوا في الدنيا وملؤوا منها البطون ، فقد بلغت تركته ألف دينار وألف فرس وألف عبد ، وضياعاً كثيرة في البصرة والكوفة وفي مصر ، ويروي البخاري أنّه خلّف في تركته خمسين ألف ألف
____________
العقار والأموال وما ترك من الناضح ثلاثين ألف ألف درهم ، وترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار ، والباقي عروض ».
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ٣٥.
٢ ـ أنساب الأشراف للبلاذري : ٢١٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٢١٥.