عشرة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكرمها ويعظمها ويدعوها ( أُمّي ).
وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة ، فقبل وصيتها ، وصلّى عليها ونزل في لحدها وأضطجع فيه قبل دفنها ، ثمّ البسها قميصه.
فقال له أصحابه : إنّا ما رأيناك صنعت يا رسول الله بأحد ما صنعت بها ، فقال : « إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها ، إنّما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة ، وأضطجعت معها ليهون عليها ضغطة القبر » (١).
وفاطمة أُمّي هي أوّل امرأة بايعت رسول الله صلىاللهعليهوآله من النساء (٢) ، ولِدْتُ في الكعبة ، وأنا أوّل وآخر إنسان يولد بها منذ بناها نبيّ الله إبراهيم عليهالسلام للناس.
وعندما صار عمري ستّ سنوات أصاب قريشاً قحط ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعمّيه حمزة والعباس : « ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل » ، فجاؤوا إليه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفّوا أمرهم ، فقال : دعوا عقيلا وخذوا من شئتم ، فأخذ العباس طالباً ، وأخذ حمزة جعفراً ، وأخذني رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال لهم : « قد اخترت من
____________
١ ـ الاستيعاب لابن عبد البرّ ٤ : ١٨٩ ، أسد الغابة لابن الأثير ٥ : ٥١٧ ، سير أعلام النبلاء للذهبي ٢ : ١١٩.
٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ١٤.