تعالى ضارباً هذا المثل لهما أيضا : ( ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوح وَامْرَأَتَ لُوط كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (١).
وقال الله تعالى ضارباً مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قال : ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ) (٢).
وبهذا يتبين بأنّ الزوجيّة ليست فضيلة في حدّ ذاتها ، إلاّ إذا اتسمت بالأعمال الصالحة ، وإلاّ سيكون العذاب مضاعفاً.
ونعود لسؤالك ، فإنّ أُمّ المؤمنين السيّدة عائشة كانت تستسلم في معظم أمورها إلى العاطفة والغيرة كما تروي هي عن نفسها ، فقد قالت :
« بعثت صفيّة زوج النبيّ إلى رسول الله بطعام قد صنعته له ، وهو عندي ، فلمّا رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقلني أفكل ،
____________
١ ـ التحريم : ١٠.
٢ ـ التحريم : ١١ ـ ١٢.