فضربت القصعة ورميت بها ، قالت : فنظر إلىّ رسول الله فعرفت الغضب في وجهه.
فقلت : أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم.
قالت : قال : أولي.
قلت : وما كفّارته يا رسول الله؟
قال : طعام كطعامها وإناء كإنائها » (١).
ومرّة أُخرى تروي عن نفسها قالت : « قلت للنبيّ : حسبك من صفية كذا وكذا.
فقال لي النبيّ : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته » (٢).
وهاهي تحكي عن غيرتها مرّة أُخرى قائلة : « ما غرت على امرأة إلاّ دون ما غرت على مارية ، وذلك أنّها كانت جميلة جعدة ، وأعجب بها رسول الله ، وكان أنزلها أوّل ما قدم بها في بيت حارثة بن النعمان وفزعنا لها فجزعت ، فحوّلها رسول الله إلى العالية فكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشدّ علينا ، ثمّ رزقه الله الولد منها وحرمناه » (٣).
____________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل ٦ : ٢٧٧ ، كنز العمال للمتقي الهندي ١٥ : ٧.
٢ ـ سنن أبي داود ٢ : ٤٥٠ ، تفسير ابن كثير ٤ : ٢٢٩.
٣ ـ الإصابة لابن حجر ٨ : ٣١١ ، امتاع الاسماع للمقريزي ٥ : ٣٣٦.