تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١).
نزلت هذه الآية أثناء العودة من حجّة الوداع.
روى الطبراني عن حذيفة أنّه قال : لمّا صدر رسول الله من حجّة الوداع نهى أصحابه عن سمرات ( نوع من الشجر ) متفرّقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ، ثمّ بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى عندهنّ ثمّ قام خطيباً فقال :
« يا أيها الناس إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبيّ إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإنّي لأظنّ يوشك أن اُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون »؟
قالوا : نشهد أنّك قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً.
قال : « أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وإنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ ، وناره حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ البعث حقّ بعد الموت ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ».
قالوا : بلى نشهد بذلك.
قال : « اللهمّ اشهد ».
ثمّ قال : « يا أيّها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ( يعني أنا ) اللهمّ
____________
١ ـ المائدة : ٦٧.