يحلف به أبو سفيان لا جنّة ولا نار (١).
وهذا ما حصل منذ ولّى عثمان أقاربه وأبناء عمومته على رقاب الناس وقوّى سلطة معاوية في الشام ، فبسط يده عليها بعد ما أجازه عليها ، كما أجازه أبو بكر وعمر ، فصارت بيده يتصرّف بها تصرّف المالك المطلق.
لذلك عندما بايعني الناس ، وأحسّ زعيم بني أُميّة معاوية أنّي إن تمّ لي هذا الأمر فسوف يعزل ويصبح كعامة المسلمين ، وسوف يخسر ما كان يجهز له منذ ربع قرن ، وهو أن يعيد مجد أُميّة ويكون هذا الملك له ولعقبه من بعده والانتقام منّي ومن بني هاشم عموماً; رفض بيعتي.
انظر إلى رسالة محمّد بن أبي بكر إلى معاوية وردّ معاوية عليه :
من محمّد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر :
سلام على أهل طاعة الله ، ممّن هو سلم لأهل ولاية الله.
أما بعد ، فإن الله بجلالته وعظمته وسلطانه وقدرته ، خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ، ولا حاجة به إلى خلقهم ، لكنه خلقهم عبيداً وجعل منهم غوياً ورشيداً ، وشقيّاً وسعيداً ، ثمّ اختار على علم فاصطفى وانتخب محمّداً صلىاللهعليهوآله فاختصه برسالته واختاره لوحيه
____________
١ ـ نحوه في الاستيعاب لابن عبد البرّ ٤ : ١٦٧٩.