المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟
نقموا والله منه نكير سيفه ، وقلّة مبالاته لحتفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله ، وتالله لو تكافؤوا على زمام نبذه إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لاعتقله وسار بهم سيراً سمجاً ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا ، تطفح ضفتاه ، ولا يترنم جانباه ، ولأصدرهم بطانة ، ونصح لهم سراً وإعلانا ، غير متحل منهم بطائل إلاّ بعجز الناهل ، وردعة سورة الساغب ، ولو مالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة ، لردّهم إليها وحملهم عليها ولسار بهم سيراً سجحاً ، لا يكلم حشاشه ، ولا يكل سائره ، ولا يمل راكبه ، ولأوردهم منهلا نميراً صافياً روياً ، تطفح ضفتاه ، ولا يترنق جانباه ، ولأصدرهم بطانه ، ونصح لهم سراً وإعلاناً ، ولم يكن يتحلّى من الدنيا بطائل ، ولا يحظى منها بنائل ، غير ري الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم الزاهد من الراغب ، والصادق من الكاذب. ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكات مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) » (١).
وهنا قاطعني الشيخ قائلا : هذا كلام الشيعة.
فقلت له : على افتراض أنّه كلام الشيعة ، ولكن أليس هذا الكلام
____________
١ ـ أعيان الشيعة للأمين ١ : ٣٢٠.