من كلّ الصحابة ، هذا ما أخبرته به فقط ، مع أنّي أخفيت في قرارة نفسي ما سمعته من مشايخي ومن العوام من تشنيع على الشيعة وذلك منعاً للإحراج ، ولكنّه بدأ يكلّمني عن بعض الأُمور الخلافية بين الشيعة والسنّة ، فاندهشت; لأنّ ما سمعته منه لم أسمع به من قبل ، وعندما رآني غير مصدّق لكلامه ، قال لي : ألست تقول بأنّك تحبّ المطالعة ، وأنّك لا مانع عندك من قراءة أيّ كتاب؟
فقلت : نعم.
فنصحني بقراءة كتاب ( المراجعات ) ، وقال لي : إنّ هذا الكتاب حوار بين شيخ سنّي وآخر شيعي وأنّ كلّ ما فيه هو من كتب وصحاح أهل السنّة.
حاولت جاهداً أن أجد هذا الكتاب في المكتبات التي أعرفها في دمشق فلم أظفر به ، وفي هذه الفترة جلب لي شقيقي كتاب ( المئة الأوائل من النساء ) ، وكان قد قرأه واستوقفته خطبة السيّدة زينب عليهاالسلام وهي في بلاط الطاغية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وذلك بعد واقعة كربلاء ، ولم أكن ملم بهذه الحادثة شيئاً ، ولم أسمعها من أحد من قبل ، مع أنّي كما قلت سابقاً : كنت ومنذ طفولتي أتردّد على المساجد وأحضر حلقات الدروس ولكن لم أسمع عن هذه الحادثة.
وقد علمت بعد ذلك أنّ الكتب التي كنت أقرؤها كانت كتباً تحاول أن تمنع اطلاعنا على مثل هذه الأمور.