فقال : كتاب عن الشيعة ، وقالها ( بنفور ).
فقلت له : هاته. وكم كانت فرحتي شديدة عندما قرأت عنوان الكتاب ( المراجعات ) ، وهو مناظرة بين السيّد شرف الدين والشيخ سليم البشري ، فهذا ما كنت أبحث عنه ، وقد حاول صديقي منعي من أخذه بحجّة أنّه مختلق ، وأن شيخه نصحه بعدم قراءته لذلك ، وهو لم يقرأه ، ويريد أن يعيده إلى الشخص الذي أعاره إياه.
فقلت له : لا عليك ، سوف أقرؤه بسرعة ، وأُعيده إليك غداً ، وفعلا قرأت الكتاب وأنهيته في ساعة متأخّرة من تلك الليلة ، ثمّ أعدت قراءته لأتأكد مرّة ثانية من حقيقة الروايات والأحاديث المثبتة في هامش الكتاب والتي استشهد بها السيّد شرف الدين.
وقلت في نفسي : إن كانت هذه الروايات موجودة في كتب أهل السّنة وتواريخهم وتفاسيرهم ، فسوف أُعيد النظر في قناعاتي ، فلا يهم إن كان هذا الكتاب ملفّقاً أو صحيحاً; لأنّ الغاية هي ما جاء فيه وليس غير ذلك.
وبالفعل ، تأكدت بعد ذلك من وجود هذه الأحاديث في الصحاح وكتب التفسير والتاريخ ، وكلّ ما قاله واحتجّ به السيّد عبد الحسين شرف الدين من حجج باهرة لا يمكن نكرانها إلاّ على من لا يريد أن يرى ضوء الشمس.
لا أُريد في هذه المقدّمة أن أذكر الآيات والأحاديث التي