وكان المصلّون قد تجمّعوا حولنا ، فقادني إلى غرفة بجانب المصلّى وقد دخل معنا جمع غفير من المصلين ، فالتفت إلىّ قائلاً : أنا لم أقرأ الكتاب! ولعلّ ما فيه مدسوس.
فقلت له : هذا هو الكتاب ، وفتحت له الصفحة التي فيها الفتوى بقتل الشيعة ، وقال كاتب الكتاب في الصفحة (٢٥٩) :
« وأكثر الملحدة على التعلّق بأهل البيت ، وتقدّمة علي على جميع الخلق ، حتى إنّ الرافضة انقسمت إلى عشرين فرقة أعظمهم بأساً من يقول : إنّ علياً هو الله ، والغرابيّة يقولون : إنّه رسول الله ، لكن جبريل عدل بالرسالة عنه إلى محمّد حميّة منه معه!! في كفر بارد لا تسخنه إلاّ حرارة السيف ، أمّا دفء المناظرة فلا يؤثّر فيه » (١).
وأريته في صفحة أُخرى كيف حاول المؤلّف تنزيه من غضب عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمر بقتله حتى ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة وطعن بغيره ، فقد قال الكاتب :
« وأمّا الوليد بن عقبة فقد روى بعض المفسّرين أنّ اللّه سمّاه فاسقاً في قوله : ( اِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإ ) .. وقيل في علي والوليد في قصّة أُخرى » ، وقال محقّق الكتاب : « كنت فيما مضى أعجب كيف تكون هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة ، ويسمّيه اللّه فاسقاً ، ثمّ
____________
١ ـ العواصم من القواصم : ٢٥٩ ، تحقيق محبّ الدين الخطيب.