بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أنّ زوجك وابن عمّك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فكانت تقول لهم فاطمة عليهاالسلام ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم (١).
وعند عودة أبي سفيان حاول أيضاً أن يستنهض علياً بقوله :
أين الأذلاّن علي والعباس؟ وما لهذا الحيّ من قريش بهذا الأمر؟ وقال لعلي : امدد يدك أُبايعك ، ولكنّ عليّاً رفض ذلك ، وقال له : إنّك واللّه ما أردت إلاّ الفتنة وإنّك واللّه طالما بغيت للإسلام شرّاً.
وهنا كلّمني عمر قائلا :
إنّ أبا سفيان قادم ، وإنّا لا نأمن شرّه ، فدع له ما بيده من الصدقات.
( وقد كان أبو سفيان يجمع الصدقات بناءً على أمر رسول الله ).
فتركنا له ما بيده من الصدقات ، وعيّنت ابنه معاوية قائداً آخر بنفس الجيش تحت إمرة أخيه يزيد ، فكان معاوية على مقدّمة جيش يزيد في فتح صيدا وعرفة وجبيل وبيروت. وهكذا رضي أبو سفيان وامتنّ لنا وقال : وصلته رحم (٢).
وأمّا بالنسبة للعباس ، فقد أشار عليّ المغيرة بن شعبة بقوله :
إنّ الرأي أن تلقوا العباس فتجعلوا له في أمر الخلافة نصيباً يكون
____________
١ ـ الإمامة السياسة : ١٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ١٣.
٢ ـ نظام الحكم للقاسمي : ١٥٢ ، تاريخ الطبري ٢ : ٤٤٩.