فتزدادوا من الحقّ بعداً ».
فلمّا سمع بشير بن سعد الأنصاري ـ الذي شقّ جمع الأنصار وبايعني في السقيفة ـ قال : لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا عليّ قبل بيعتها لأبي بكر ـ ما اختلف عليك اثنان.
أمام إصرار عليّ قال عمر لي : ألا تأمر فيه بأمرك.
فقلت : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه.
فلحق عليّ بقبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يصيح ويبكي وينادي :
« يا بن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني » (١).
س ١٠ ـ بعد أن استتب لك أمر الخلافة بعثت إلى أبيك رسالة فما نصها؟
ج ـ نعم ، لقد بعثت لوالدي رسالة ليدخل فيما دخل الناس فيه ، وقلت له فيها :
من خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى أبيه أبي قحافة.
أما بعد; فإنّ الناس تراضوا بي فإنّي اليوم خليفة الله ، فلو قدمت علينا لكان أحسن بك.
فلمّا قرأ أبي أبو قحافة الكتاب ، قال :
إن كان الأمر في ذلك بالسنّ ، فأنا أحقّ من أبي بكر ، لقد ظلموا
____________
١ ـ الإمامة والسياسة : ٢٨ ـ ٣١.