عليّاً حقّه ، وقد بايع له النبيّ وأمرنا ببيعته ، ثم كتب لي :
من أبي قحافة إلى أبي بكر ، أما بعد :
فقد أتاني كتابك ، فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضاً ، مرّة تقول : خليفة رسول الله ، ومرّة تقول : خليفة الله ، ومرّة تقول : تراضى بي الناس ، وهو أمر ملتبس ، فلا تدخلن في أمر يصعب عليك الخروج منه غداً ، ويكون عقابك منه إلى الندامة وملامة النفس اللوامة لدى الحساب يوم القيامة ، فإنّ للأُمور مداخل ومخارج ، وأنت تعرف من هو أولى بهامتك ، فراقب الله كأنّك تراه ، ولا تدعنّ صاحبها ، فإنّ تركها اليوم أخف عليك وأسلم لك (١).
س ١١ ـ هذا يعني أنّكم استعملتم سياسة الترغيب والترهيب ، ولم يكن الموضوع موضوع بيعة ونصّ ومشورة؟
فقد حاولتم استخدام القوّة بعد أن أعيتكم الحجّة في السقيفة على سعد بن عبادة ومن معه ، فعند امتناعه عن البيعة حاول عمر في السقيفة تحريض الناس على قتله بقوله : اقتلوا سعداً قتله الله.
ورغّبتم أبا سفيان واستملتموه بعدما حاول مبايعة عليّ لغرض في نفسه ، ورفض عليّ ذلك بقوله : والله ما أردت بهذا إلاّ الفتنة ، والله طالما بغيت للإسلام شرّاً ، لا حاجة لنا بنصيحتك.
____________
١ ـ الاحتجاج للطبرسي ١ : ١١٥.