وأنا أقول لك : ليتك يا أبا بكر لم تظلم الزهراء عليهاالسلام ولم تؤذها ولم تغضبها ، فقد أغضبت بضعة المصطفى ، والله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها ، فمن آذاها فقد آذى أباها بنصّ الحديث ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني » (١).
وقال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٢).
وليتك تركت صاحبيك وعضديك أبا عبيدة وعمر وبايعت علياً عليهالسلام الذي استخلفه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد باركت له بإمرة المسلمين بغدير خم بقولك وصاحبك عمر : بخِ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولانا ومولى كلّ مسلم ومسلمة (٣).
وليتك لم تحرق السنة النبوية الشريفة قبل أن تحرق الفجاءة السلمي حتى لا تجتهد بالرأي مقابل النصوص.
____________
١ ـ مسند أحمد ٤ : ٥ بلفظ « فاطمة بضعة منِّي يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها » ، صحيح البخاري ٤ : ٢١٠ ، كتاب المناقب ، باب مناقب المهاجرين باللفظ المذكور ، صحيح مسلم ٧ : ١٤١ ، كتاب المناقب ، باب مناقب فاطمة ، سنن ابن ماجه ١ : ٦٤٤ ، سنن أبي داود ١ : ٤٦٠ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٥٩ ، وغيرها من المصادر الأخرى الكثيرة.
٢ ـ التوبة : ٦١.
٣ ـ هذه المقولة لعمر بن الخطّاب كما في مسند أحمد ٤ : ٢٨١ ، المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ٧ : ٥٠٣ ، نظم درر السمطين للحنفي : ١٠٩.