عرفت مقصد الرسول من هذا الأمر ، لذلك حاولت تعطيل خروج الجيش بعدّة وسائل :
أولها :
طعني بأُسامة بن زيد لصغر سنه ونحن كبار الصحابة مجنّدون في جيشه ، وقد راقت هذه الفكرة للكثيرين ، لذلك تأخّر البعث ، وقد بلغ رسول الله ذلك ، فخرج معصّب الرأس محموماً يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطّان الأرض من شدّة ما به من لغوب ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
« أيّها الناس ، ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أُسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أُسامة فقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وأيم والله إنّه خليقاً بالإمارة ، وإنّ ابنه من بعده لخليق بها » (١).
« لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة بن زيد » (٢).
ومع ذلك تشدّدنا في الأمر ، ولم ينفذ البعث ريثما نرى ما تنجلي عنه الأُمور.
____________
١ ـ ورد بألفاظ مختلفة في مسند أحمد ٢ : ٢٠ ، صحيح البخاري ٥ : ٨٤ ، كتاب المغازي ، باب عمرة القضاء ، صحيح ابن حبان ١٥ : ٥٣٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ١٥٩.
٢ ـ الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٧٣ ، شرح المواقف للجرجاني : ٦١٩ نقلا عن جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ٢ : ١٧٣.