ومنها المرسل من طريق الخاصّة الّذي رواه الطبرسي في مجمعه عن الشيخ الطوسي رحمهالله قال : « روي عنهم عليهمالسلام جواز القراءة بما اختلف القرّاء فيه » (١).
وخبر سالم بن أبي سلمة قال : « قرأ رجل على أبي عبد الله عليهالسلام وأنا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : كفّ عن هذه القراءة ، إقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله على حدّه ، وأخرج المصحف الّذي كتبه علي عليهالسلام ... » إلى آخره (٢).
ومرسل محمّد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليهالسلام « قال : قلت له : جعلت فداك إنّا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ فقال : لا اقرؤا كما تعلّمتم فسيجيئكم من يعلّمكم » (٣).
وخبر سفيان بن السمط « قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ترتيل القرآن ، فقال : اقرؤا كما علّمتم » (٤).
وخبر داود بن فرقد والمعلّى بن خنيس جميعا « قالا : كنّا عند أبي عبد الله عليهالسلام و [ ومعنا ربيعة الرأي ، فذكرنا فضل القرآن ] فقال : ابو عبد الله عليهالسلام إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضالّ ، فقال ربيعة الرأي : ضالّ؟ فقال : نعم ، [ ضالّ ] ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : أمّا نحن فنقرأ على قراءة ابيّ » (٥).
وهذا ربّما يفوح منه رائحة التقيّة ولعلّه عليهالسلام ذكر ذلك إصلاحا لما ذكر في شأن ابن مسعود الّذي هو من المخالفين وربيعة الرأي أيضا منهم ، كما أنّ ابيّ بن كعب منهم وإلاّ فائمّتنا عليهمالسلام متبوعون لا تابعون ، فقراءتهم لا تكون إلاّ على قراءة أمير المؤمنين عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والظاهر أنّه عبّر بمثل ما سمعت في رعاية حكمة التقيّة لموافقة قراءة ابن مسعود قراءتهم عليهمالسلام من حيث إنّه أيضا أخذ القرآن عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كما روى : أو لكون قراءته أقرب إلى قراءتهم من قراءات الآخرين.
وربّما يرد الخدشة في دلالة ما عدا الخبر غير المرسل ، لظهورها في الأمر بالاقتصار
__________________
(١) مجمع البيان ١ : ١٣ ـ التبيان ١ : ٩.
(٢) الكافي ٢ : ٦٣٣ / ٢٣.
(٣) الكافي ٢ : ٦١٩ / ٢.
(٤) الكافي ٢ : ٦٣١ / ١٥.
(٥) الكافي ٢ : ٤٦٣ / ٢٧.