وقال أبو عبد الله في خبر الحرث بن المغيرة : « إذا سمعت من أصحابك الحديث وكلّهم ثقة فموسّع عليك حتّى ترى القائم عليهالسلام فترد إليه » (١).
الطائفة الثانية
الأخبار المتكاثرة القريبة من التواتر المدّعى تواترها ، كما عن العلاّمة المجلسي الواردة في إرجاع آحاد أصحابهم إلى آخرين ، بحيث يظهر منها عدم الفرق بين فتواهم في حقّ من شأنه الأخذ بالفتوى ، وروايتهم في حقّ من شأنه الأخذ بالرواية والعمل بها.
ومن الآحاد المرجوع إليهم محمّد بن مسلم ، وزرارة ، وأبان بن تغلب ، وأبو بصير ، وزكريّا بن آدم ، ويونس بن عبد الرحمن ، والعمري وابنه.
ففي رواية عبد الله بن يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : « أنّه ليس كلّ ساعة ألقاك ، ولا يمكن القدوم ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني ، وليس عندي كلّ ما يسألني عنه ، فقال : ما يمنعك من محمّد بن مسلم الثقفي ، فإنّه سمع من أبي وكان عنده وجيها » ، وفي نسخة اخرى « فما يمنعك عن الثقفي ـ يعني محمّد بن مسلم ـ فإنّه سمع من أبي أحاديث وكان عنده وجيها » (٢).
ورواية المفضّل بن عمر أنّ أبا عبد الله قال : للفيض بن المختار في حديث « فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا المجالس ، وأومأ إلى رجل من أصحابه ، فسألت أصحابنا عنه ، فقال : زرارة بن أعين » (٣).
ورواية إبراهيم بن عبد الحميد وغيره قالوا قال أبو عبد الله عليهالسلام : « رحم الله زرارة بن أعين ، لولا زرارة ونظرائه لاندرست أحاديث أبي » (٤).
ورواية يونس بن عمّار أنّ أبا عبد الله عليهالسلام قال له ـ في حديث ـ : « أمّا ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام فلا يجوز ذلك أن تردّه » (٥).
ورواية أبي بصير أنّ أبا عبد الله عليهالسلام قال له ـ في حديث ـ : « لولا زرارة ونظرائه لظننت
__________________
(١) الوسائل ٢٧ : ١٢٢ / ٤١ ، ب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٢) الوسائل ٢٧ : ١٤٤ / ٢٣ ، ب ١١ من أبواب صفات القاضي.
(٣) الوسائل ٢٧ : ١٤٣ / ١٩ ، ب ١١ من أبواب صفات القاضي.
(٤ و ٥) الوسائل ٢٧ : ١٤٣ / ٢٠ ، ب ١١ من أبواب صفات القاضي.