وقد أقرّ ابن كثير في تاريخه ، بأنّ يوم عاشوراء يتّخذ يوم سرور عند النواصب من أهل الشام ، فقال : « وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام ، فكانوا إلى يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ، ويغتسلون ويتطيّبون ويلبسون أفخر ثيابهم ، ويتّخذون ذلك اليوم عيداً ، يصنعون فيه أنواع الأطعمة ، ويظهرون السرور والفرح » (١).
وقال العيني : « اتفق العلماء على أنّ صوم يوم عاشوراء سنّة وليس بواجب » (٢).
نعم ، اختلق أعداء أهل البيت عليهمالسلام أحاديث في استحباب التوسعة على العيال يوم عاشوراء ، والاغتسال والخضاب والاكتحال.
قال ابن الجوزي : « قد تمذهب قوم من الجهّال بمذهب أهل السنّة ، فقصدوا غيظ الرافضة ، فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء ، ونحن براء من الفريقين ، وقد صحّ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بصوم عاشوراء ، إذ قال : « إنّه كفّارة سنة » ، فلم يقنعوا بذلك حتّى أطالوا وأعرضوا ، وترقّوا في الكذب » (٣).
إذاً ، فمورد الخلاف في الحقيقة يتوجّه إلى ما صدر بعنوان السرور والفرح ، والزينة يوم عاشوراء ، وما زالت تجد بقاياه إلى يومنا هذا!! فاعتراضنا على من وضعوا الأحاديث التي تتّخذ يوم عاشوراء يوم فرح! منها ما عدّه ابن الجوزي في الموضوعات عن عبد الله عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من وسّع على أهله يوم عاشوراء ، وسّع الله عليه سائر سنته » (٢).
وكذلك روى ابن الجوزي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً » (٣).
__________________
١ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٢٠.
٢ ـ عمدة القارئ ١١ / ١٦٧.
٣ ـ الموضوعات ٢ / ١٩٩.
٤ ـ المصدر السابق ٢ / ٢٠٣.
٥ ـ نفس المصدر السابق.