سمّيت بالحسينيّات نسبة إلى ما يقام فيها من مجالس الحزن والعزاء على الإمام الحسين عليهالسلام ، هذه المجالس التي أهتمّ بإحيائها أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وحثّوا شيعتهم على إحيائها وإظهار الحزن والبكاء فيها على مصيبة الإمام الحسين عليهالسلام ، باعتبار أنّ مأساته لا مثيل لها ، ومصيبته من أعظم المصائب ، كما يظهر من قول الإمام الحسن عليهالسلام : « لا يوم كيومك يا أبا عبد الله » (١).
وبالنسبة إلى السؤال الثاني نقول :
حازت ذلك باعتبارها صارت محلاًّ لدفن جثمان الإمام الحسين عليهالسلام ، والشهداء من أهل بيته وأصحابه ، الذين بذلوا مهجهم في سبيل الله تعالى ، وأبلوا بلاءً حسناً من أجل الدين والعقيدة ، حتّى قُتلوا بتلك القتلة البشعة ، فكبرت ظلامتهم ومصيبتهم.
وهناك بعض الروايات جاءت بهذا المضمون ، منها :
١ ـ قال الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام : « اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمنا مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ، ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية ، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنّة ، وأفضل مسكن في الجنّة لا يسكنها إلاّ الأنبياء والمرسلون ، وأنّها لتزهر بين رياض الجنّة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض ، يغشي نورها أبصار أهل الجنّة جميعاً ، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدّسة الطيّبة المباركة ، التي تضمّنت سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة » (٢).
٢ ـ قال الإمام الباقر عليهالسلام : « الغاضرية هي البقعة التي كلّم الله فيها موسى ابن عمران عليهالسلام ، وناجى نوحاً فيها ، وهي أكرم أرض الله عليه ، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيّه ، فزوروا قبورنا بالغاضرية » (٣).
__________________
١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ١٧٧.
٢ ـ كامل الزيارات : ٤٥١.
٣ ـ المصدر السابق : ٤٥٢.