إلى الحقيقة ، ولذلك لن تجد اثنين اتفقا على التعبير إلاّ نادراً ، بل لعلّك تجد شخصاً واحداً تعبّر تارة بشيء ، وبنحو وأُخرى بشيء آخر ونحو آخر.
ولذلك تجد شمس العارفين وقدوة الموحّدين بعد المعصومين يقول في بعض أرجوزته في مدح النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله :
هو التجلّي التام والمجلى الأتم |
|
ومالك الحدث سلطان القدم |
أبو العقول والنفوس والبشر |
|
وقوّة القوى وصورة الصور |
ولوح ألواح مجامع الحكم |
|
أو قلم الأقدام أو أعلى القلم |
أصل الأُصول فهو علّة العلل |
|
عقل العقول فهو أوّل الأوّل |
حقيقة الحقائق الكُلّية |
|
وجوهر الجواهر العلوية (١) |
ويقول في ضمن ما وصف به الإمام علي عليهالسلام :
اسم سما في عالم الأسماء |
|
كالشمس في كواكب السماء |
اسم به سيدفع البلاء |
|
وإن يكن أبرمه القضاء |
اسم به أورقت الأشجار |
|
اسم به أينعت الثمار |
وقامت السبع العلى بلا عمد |
|
باسم علي فهو خير معتمد (٢) |
وكما ترى أنّ التعبير أن أراد به الإنسان الكشف والتعبير عن الحقيقة انزلق القلم وتطفّل اللسان ، ولذلك الخير في حقّ المحدد ، أمّا الاكتفاء بما يحصل عليه بالمنقول ، وأمّا إتباع من يجذبه ويعرج به إلى العلا وهو أن نجا وحصل على بغيته ، وأن حفظ من السقطة والزلّة ، فليصمت ولا ينطق ببنت شفه ، فإن فعل فلا يعدم في معظم الأحوال.
__________________
١ ـ الأنوار القدسية : ١٤.
٢ ـ المصدر السابق : ٣٢.