٧ ـ قال النبيّ : « فإنّ أكثركن حطب جهنّم » (١).
٨ ـ قال تعالى : ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) (٢).
ج : إنّ الله تعالى قد شاء أن تكون استمرارية الحياة البشري على دعامتين : الرجل والمرأة ، فكُلّ منهما له الدور الأساسي في هذا المجال.
ومن جانب آخر فقد أودع بمقتضى المصلحة والحكمة في كُلّ منهما قوى ومشاعر لتوظيفها في الجهة المقصودة ، فكان السهم الأوفر من العواطف والحنان والأحاسيس نصيب المرأة ، بما أنّها تكون في الغالب ربّة البيت ، وأُمّاً للأطفال ، في حين أنّ وظيفة الرجل وهي إدارة العائلة والتوغّل في المجتمع يحتاج بالضرورة إلى تدبير أرقى وعقل مدبّر ، فكان نصيبه من قوّة العقل ـ بعيداً عن إثارة العواطف عنده ـ أكثر.
وهذا الفارق الأساسي لا يعني أنّ الرجل ـ بما هو رجل ـ في جميع الأحوال يكون أعظم درجةً من المرأة في الإسلام ، بل هو بمعنى تقسيم الوظائف والأدوار ليس إلاّ ، حتّى أنّه ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام : « ربّ امرأة خير من رجل » (٣).
وهنا لابدّ من التنبيه بأنّ المقصود من كلام الإمام عليهالسلام في هذه الرواية ليس أمثال فاطمة وزينب عليهماالسلام ، فإنّ الحكم بالنسبة إلى أمثالهما واضح ، بل الكلام هو في مجال سائر الناس ، كما يظهر من مفاد الرواية.
ثمّ البحث في الروايات والآية المشار إليها في السؤال يتطلّب أُموراً :
أوّلاً : إنّ الآية الكريمة : ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) نقل لكلام عزيز مصر ، ولا يدلّ على تأييده من جانب الله تعالى ، على أنّ الإشارة فيها إلى زوجته بالذات ، فلا يشمل باقي النساء لزوماً.
__________________
١ ـ المصدر السابق ٥ / ٥١٤.
٢ ـ يوسف : ٢٨.
٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٢٧.