داية ، من روايته عن يونس ... عن الحسن ولفظ المتن : « من قال لا إله إلاّ الله ومدّها ، هدمت له ذنوب أربعة آلاف كبيرة » ، هذا حديث باطل » (١).
وقال الفتني في تذكرة الموضوعات : « فيه نعيم كذّاب » (٢).
وأمّا تعليقنا عليه : فبعد أن قلنا بعدم صدوره عن أئمّتنا عليهمالسلام ، فإنّه لا يثبت لدينا مشروعية التعبّد به ، وكذلك هناك أحاديث لدينا تخالف مضمونه ، وتبيّن أن قول لا إله إلاّ الله مشروط بالإخلاص أو الصدق ، وهذه الشروط تعني الالتزام العقائدي والأخلاقي والعملي بمعنى لا إله إلاّ الله.
قال الله تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ) (٣).
وقال الإمام علي عليهالسلام : « من قال : لا إله إلاّ الله بإخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة ... » (٤).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « من قال : لا إله إلاّ الله مخلصاً دخل الجنّة » (٥).
وقال زيد بن أرقم : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من قال : لا إله إلاّ الله مخلصاً دخل الجنّة » ، قيل : وما إخلاصها؟ قال : « أن تحجزه عن محارم الله عزّ وجلّ » (٦).
فهذه الروايات تبيّن وتوضّح مراد الرسول صلىاللهعليهوآله أو الإمام عليهالسلام من قول لا إله إلاّ الله ، وشروط نفعها لقائلها ، وهو الإخلاص والصدق والمعرفة ، وعدم ارتكاب المعصية بإصرار وعناد ، وليس مجرّد التلفّظ بها من دون ذلك كُلّه.
__________________
١ ـ لسان الميزان ٦ / ١٦٩.
٢ ـ تذكرة الموضوعات : ٥٥.
٣ ـ محمّد : ١٩.
٤ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ / ٤١١.
٥ ـ ثواب الأعمال وعقابها : ٥.
٦ ـ المعجم الأوسط ٢ / ٥٦ ، المعجم الكبير ٥ / ١٩٧ ، الدرّ المنثور ٢ / ٢٣٧ ، تفسير الثعالبي ٢ / ٢٢.