من أحبّ ان يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ، فليزر الحسين عليهالسلام ليلة النصف من شعبان ، فإنّ الملائكة وأرواح النبيين يستأذنون الله في زيارته فيأذن لهم ، فطوبى لمن صافحهم وصافحوه ، منهم خمسة أولوا العزم من المرسلين : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وعليهم أجمعين ، قلت : لم سمّوا أولوا العزم؟ قال : لأنّهم بعثوا إلى شرقها وغربها وجنّها وأنسها (١).
ومن ذلك ما رويناه عن محمد بن داود القمي بإسناده عن ابن أبي عمير ، الذي ما كان في زمانه مثله ، عن معاوية بن وهب ، العبد الصالح المعظم في زهده وفضله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا كان أول يوم من شعبان نادى مناد من تحت العرش : يا وفد الحسين لا تخلو ليلة النصف من شعبان من زيارة الحسين عليهالسلام ، فلو تعلمون ما فيها لطالت عليكم السنة حتّى يجيء النصف (٢).
ومن ذلك بإسنادنا إلى محمد بن داود بإسنادنا إلى يونس بن يعقوب قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر لكل من زار الحسين عليهالسلام من المؤمنين ما قدّموا من ذنوبهم وقيل لهم : استأنفوا العمل ، قال : قلت : هذا كلّه لمن زار الحسين عليهالسلام في ليلة النصف من شعبان؟ قال : يا يونس لو خبّرت النّاس بما فيها لمن زار الحسين عليهالسلام لقامت ذكور رجال على الخشب (٣).
أقول : لعلّ معنى قوله عليهالسلام : لقامت ذكور رجال على الخشب ، أي كانوا قد صلبوا على الأخشاب لعظيم ما كانوا ينقلونه ويروونه في فضل زيارة الحسين عليهالسلام في النصف من شعبان من عظيم فضل سلطان الحساب وعظيم نعيم دار الثواب الذي لا يقوم بتصديعه ضعف الألباب.
واعلم انّ الّذي استسلم له الحسين عليهالسلام لمّا دعي إلى الشهادة وبذله من
__________________
(١) عنه البحار ١١ : ٥٨ ، ١٠١ ، ٩٣ ، رواه في التهذيب ٦ : ٤٨ ، كامل الزيارات : ١٧٩ ، وعنه الوسائل ١٠ : ٣٦٧ ، أخرجه في مدينة المعاجز : ٢٨٦ ، المزار الكبير : ١٦٧ ، مصباح الكفعمي : ٤٩٨ ، المزار للمفيد : ٥٠ ، أخرجه عن بعض المصادر البحار ١١ : ٥٨.
(٢) عنه البحار ١٠١ : ٩٨.
(٣) رواه في كامل الزيارات : ١٨١ ، عنه البحار ١٠١ : ٩٥ ، ١٠ : ٣٦٧.