وردّ مراسمه وهتك حرمة رسول الله صلىاللهعليهوآله وهدم معالمه ، وعكس أحكام الإسلام وإبطال مواسمه ، ما يشمت بها ويفرح لها ، الاّ من يكون عقله وقلبه ونفسه ودينه قد ماتت بالعمى والضلالة ، وشهدت عليه بالكفر والجهالة ، ووردت أخبار كثيرة بالحثّ على صيامه.
منها : ما رويناه بإسنادنا عن عليِّ بن فضال ، بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام قال : استوت السّفينة يوم عاشوراء على الجودي ، فأمر نوح من معه من الجنّ والإنس أن يصوموا ذلك اليوم.
وقال أبو جعفر عليهالسلام : أتدرون ما هذا اليوم؟ هذا اليوم الّذي تاب الله عزّ وجلّ فيه على آدم عليهالسلام وحوّاء ، وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى فرعون ، وهذا اليوم الّذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه ، وهذا اليوم الّذي ولد فيه إبراهيم عليهالسلام ، وهذا اليوم الّذي تاب الله فيه على قوم يونس ، وهذا اليوم الّذي ولد فيه عيسى بن مريم عليهالسلام ، وهذا اليوم الّذي يقوم فيه القائم عليهالسلام (١).
ومنها بإسنادنا إلى هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن أبيه أنَّ علياً عليهالسلام قال : صوموا من عاشوراء التاسع والعاشر فإنه يكفّر ذنوب سنة (٢).
أقول : ورأيت من طريقهم في المجلّد الثّالث من تاريخ النيشابوري للحاكم في ترجمة نصر بن عبد الله النيشابوري بإسناده إلى سعيد بن المسيّب عن سعد أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يصم عاشوراء.
وأمّا الدّعاء فيه : فقد ذكر صاحب كتاب المختصر من المنتخب ، فقال ما هذا لفظه : تصبح يوم عاشوراء صائما وتقول :
__________________
(١) عنه البحار ٩٨ : ٣٤٠.
(٢) عنه البحار ٩٨ : ٣٤٠.