والتصديق بدعوته بعد بعثته كما ان ما حصل منها مقترنا بالدعوة وحاصلا بعدها جاء ليكون برهانا على صدقه وانه مرسل من قبل الله سبحانه ـ على اساس ان المعجزة والكرامة من فعل الله سبحانه القادر على كل شيء وليست من فعل الإنسان لعجزه عنها ولهذا سميت بالمعجزة ـ والله سبحانه بحكمته وعدله لا يصدق كاذبا كما هو المعلوم ـ وانما يفضحه ويكذبه كما حصل مع مسيلمة الكذاب من اجل ان يعرف الناس واقعه فلا ينخدعوا بدعوته ويضلوا بحيلته.
وكما ان النبي يحتاج الى المعجزة والكرامة الخارقة لتكون برهان صدقه ـ كذلك الإمام النائب عنه يحتاج الى ذلك لنفس السبب والوجه ـ لان الله سبحانه اعلم حيث يجعل رسالته ابتداء مع الرسول وانتهاء واستمرارا مع نائبه الممثل له الذي يجب ان تتوفر فيه نفس الشروط المعتبرة في الرسول وقد تقدم انها ـ اي الشروط ـ يمكن ارجاعها الى شرطين اساسيين وهما العصمة والافضلية من كل معاصريه ومن جميع الجهات.
والذي ينظر الى الواقع بعين الانصاف والموضوعية يدرك انحصار هذين الشرطين في أئمة أهل البيت الاثني عشر عليهمالسلام وجاء النص القولي مؤكدا للنص العملي الذي حققه الله سبحانه لكل واحد منهم بما اجرى على يديه من المعجزات وتحققت له من الكرامات.