خزاعة وكان بين هذه القبيلة والرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم عهد واتفاق على ان تمنعه مما تمنع منه نفسها ولذلك غضب الخزاعي من البكري وضربه فثارت قبيلته وتذكرت عداءها القديم لقبيلة خزاعة واستعانت بحلفائها من قريش فأعانتها قريش سرا بالعدة والرجال ثم توجهوا الى قبيلة خزاعة وافرادها آمنون مسالمون وقتلوا منهم فوق العشرين فلجأ الخزاعيون الى حليفهم الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم واخبروه بما فعلت قريش فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « والله لامنعنكم مما امنع نفسي منه » ثم تجهز للسفر الى مكة ولم يخبر احدا واستنفر الاعراب من حول المدينة وقال لهم : « من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحضر رمضان في المدينة » قال ذلك واخفى مقاصده عن بقية الجيش حتى لا تعرف قريش فتستعد للحرب وهو لا يريد ذلك محافظة على حرمة البيت الحرام وانما اراد اذلال قريش بدخوله مكة عنوة وبدون رضاها.
واخيرا : تحقق له مراده حيث دخل مكة فاتحا منتصرا واضعا جبهته الشريفة على قربوس فرسه تواضعا لله سبحانه وحياء من قومه وامر الإمام عليا بأن يدخل الراية ادخالا رفيقا مرددا شعار السلم والامان بقوله عليهالسلام اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة ـ واكد ذلك بقوله عليهالسلام ايضا :
من القى سلاحه فهو آمن ومن دخل بيته واغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل بيت ابي سفيان فهو آمن وعندما وصل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكعبة الشريفة وكان فيها عدد كثير من اعدائه لجأوا اليها خوفا وتهيبا قال لهم : « ما تظنون اني صانع بكم » قالوا : « اخ كريم وابن اخ كريم » فقال لهم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اذهبوا فأنتم الطلقاء ».
تحصل من مجموع ما تقدم ان فتح مكة المكرمة على الوجه الذي حصل نتج من مجموع امرين الاول سياسي وهو معاهدة الصلح والثاني عسكري تمثل بمخالفة قريش ونقضها للعهد بالعمل العسكري الذي قامت به مع حليفتها قبيلة بكر ضد قبيلة خزاعة حليفة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم واما النتجية الايجابية التي ترتبت على هذا الفتح المبارك فهي واضحة لانه ادى لان يفهم