لهذا التكليف الشرعي الصعب وتعودت على تحمل مشقة الانضباط والامتناع عما يصعب عليها تركه نشأت له من ذلك قوة روحية وصلابة ارادية كما تحصل القوة البدنية بترويض البدن وتعويده على حمل الاثقال وممارسة الصعب من الاعمال ـ والمكلف بحاجة ماسة الى تحقيق هذه القوة وتحصيلها بالرياضة الروحية كما أنه بحاجة الى تحصيل القوة الجسمية لتساعده على القيام بكثير من الاعمال الصعبة والشاقة ولذلك يدرب الجندي ويلزم بالقيام بالكثير من النشاطات الشاقة جسميا ونفسيا من اجل ان يحصل بممارستها والتعوج عليها قوة بدنية وروحية تمكنه من النهوض بدور الجندية على الوجه المطلوب في المجالات التي تفرض عليه وظيفته هذه ان يخوضها بقوة وجلد وعلى الاخص في مجال النضال ومواجهة الاعداء التي تطلب منه ارادة ثابتة وعزيمة ماضية وصبرا على الشدائد والمتاعب كما تطلب منه قوة جسمية تساعده على الثبات في المعركة فلا ينهزم نفسيا ولا يضعف جسميا عندما يتعرض لكثير من الصعوبات.
وبذلك ندرك السر في تغلب الفئة المؤمنة القليلة عددا وعدة ـ على اعدائها الاكثر كما حصل في معركة بدر التي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة.
والذي يثبت موقف المجاهد المؤمن في ساحة النضال مضافا الى تجمله بصفة الصبر ـ هو ثقته القوية بترتب احدى الحسنيين على اقتحامه ميدان النضال النصر او الشهادة فيكون بمنزلة التاجر الذي يحصل له اليقين بحصول الربح في تجارته حيث يقدم عليها ويتحمل المشقة والعناء في سبيل تحصيل الربح المعلوم بخلاف من لا يكون حاملا هذه الثقة فهو بين احد موقفين اما الاحجام وعدم الاقدام من الاول او الانهزام وعدم الثبات امام العدو بسبب فقده مصدر الصبر والتجلد وهو الايمان الصادق والعقيدة الراسخة ـ وسورة العصر تعطي الصورة الواضحة عن هذه الحقيقة الايمانية الراهنة حيث رتبت السلامة من الخسر المطلق والظفر بالربح الحقيقي ـ على