للإستمرا على الحرب لذلك آثر ان يصالح ويقعد عنها وقعد معه اخوه الحسين منتظراً سنوح الفرصة وحصول الظرف الملائم وقد تحقق ذلك ببركة الصلح الذي اظهر العدو على حقيقته وحفظ للحسين حياته ليثور في الوقت الملائم وينال الشهادة المحققة لهدفين كبيرين احدهما نصره الحق بعد ذلك على ايدي الابطال الحسينيين الذين تخرجوا من مدرسة كربلاء النضالية ـ والثاني نيل شرف الشهادة في الدنيا مع السعادة الخالدة ورضوان الله سبحانه في الاخرة وذلك هو الفوز المبين وقد ظهر من مجموع ما تقدم الجواب الواضح على السؤال الذي طرح سابقا ولا يزال يطرح لاحقا وهو : لماذا صالح الحسن معاوية وحارب الحسين يزيد وهناك جواب اجمالي عام يستفاد من العلم بعصمة كل واحد من اهل البيت عليهمالسلام وان تصرف اي واحد منهم يصدر منسجما مع الحكم الشرعي الذي يتوجه اليه على ضوء ظروفه الحاكمة ولذلك قد يختلف تكليف احدهم عن غيره من ابناء هذا البيت الطاهر تبعا لاختلاف ظرفه عن ظرف الغير ـ وهذا ما تحقق بالفعل وبشكل واضح بالنسبة الى هذين الإمامين المعصومين حيث حتم على الحسن عليهالسلام ظرفه ووضعه الخاص ان يصالح ويقعد عن الحرب بانتظار سنوح الفرصة ومساعدة الظرف لاخيه الحسين عليهالسلام ليقوم بعد ذلك بالاصالة عن نفسه والنيابة عنه ( اي عن الحسن عليهالسلام ) بواجب الثورة على الحاكم الجائر.
وخلاصة الحديث : ان الظرف الحسني حتم عليه وعلى اخيه الحسين معه ان يقعدا عن الحرب فقعدا عملا بوظيفتهما الشرعية والظرف الحسيني حتم عليه ان يثور فثار قياما بواجبه الشرعي ولو كان اخوه الحسن باقيا الى زمانه لثار معه لنفس السبب والى ذلك اشار النبي الاعظم بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الحسن والحسين امامان قاما او قعدا.
واما الدروس التي يمكن استفادتها من صلح الإمام الحسن عليهالسلام فكثيرة واهمها وابرزها ما يلي :