تفضل الله على خديجة بابنتها فاطمة
وشاءت العناية الإلهية ان تقدم لها اثمن جائزة مكافأة لها على ايثارها رضا الله باختيار رسوله وترجيحه على غيره ـ وكانت هذه الجائزة هي فاطمة الزهراء التي وهبها الله لامها هذه من اجل ان تقر بها عينها بأصل وجودها في عالم الرحم وتنفيي عنها حالة الانفعال العاطفي بسبب تلك المقاطعة القاسية ـ وذلك بما كان يجريه الله على لسانها وهي لا تزال جنينا في رحم امها من الكلام الذي كانت تحدثها به حال انفرادها وكانت تكتم ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فدخل عليها يوما ووجدها تتكلم وليس معها غيرها فسألها صلىاللهعليهوآلهوسلم عمن كانت تخاطبه فقالت : ما في بطني فإنه يتكلم معي فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ابشري يا خديجة هذه بنت جعلها الله ام احد عشر من خلفائي يخرجون بعدي وبعد ابيهم (١) وعندما قربت ولادة السيدة خديجة ارسلت الى القوابل من قريش ليلين منها ما تلي النساء من النساء فأبين عليها بسبب مخالفتها لرأيهن بزواجها من النبي الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وبينما هي على حالة الاستعداد للولادة اذ دخل عليها اربع نساء عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت احداهن لخديجة : انا امك حواء وقالت الاخرى انا آسية وقالت الاخرى انا كلثم اخت موسى وقالت الاخرى انا مريم جئنا لنلي امرك (٢).
__________________
(١) هذا منقول بالمعنى والمضمون عن كتاب فاطمة من المهد الى اللحد ص ٣٩.
(٢) نقل بتصرف عن كتاب ( فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد ) ص ٤٢.