وقد اشار بعض الشعراء الى هذا المعنى بقوله :
إذا كان شكري نعمة الله نعمة |
|
علي له في مثلها يجب الشـكر |
فكيف بلوغ الشكر الا بفـضله |
|
وإن طالت الايام واتصل العمر |
فإن مس بالسراء عم سرورها |
|
وإن مس بالضراء اعقبها الاجر |
فما منهما الإله فيـه نــعمة |
|
تضيق بها الاوهام والسر والجهر |
والدعاء الذي هو سلاح المؤمن ومصباحه الذي ينير له درب الامل ويساعده على التوفيق والنجاح في مساعيه ـ هو ثمرة يانعة من شجرة الايمان الثابتة ـ لانه هو الذي يوحي لصاحبه بأن الله سبحانه هو مصدر الخير والعطاء والقادر على تحقيق الهدف المنشود لعبده المؤمن ـ ولذلك يلجأ اليه ويتوكل عليه ليمده بالحول والقوة ويمهد له سبيل النجاح في سعيه بعد اخلاصه له في النية والتوكل وايجاده المقدمات الطبيعية التي يتوقف عليها حصول المطلوب عادة ـ كما تقدم مفصلا وعندما يقال في حق المؤمن انه يلجأ الى الله سبحانه ويتوسل اليه بالخضوع والدعاء لنيل الهدف المحبوب له فإنه يعرف ضمنا وبقرينة المقام ان هذا الامر المحبوب للعبد الداعي لا يكون مبغوضا لله سبحانه ولو بدرجة الكراهة ـ وذلك لان الدعاء في نفسه نوع من العبادة بل هو روح العبادات كلها فلا يتوقع من العبد المؤمن ان يكون على حالة انقطاع لله وخشوع له وهو يطلب من منه مساعدته على مطلب مكروه الحصول عند الله سبحانه.
وبعد بيان حقيقة الدعاء والاشارة الى ما يترتب عليه من الفوائد المعجلة في الدنيا والمؤجله في الاخرة مضافا الى الفوائد التربوية العديدة التي ستأتي الاشارة اليها خلال البحث انشاء الله تعالى.
يناسب ذكر الامور المساعدة على استجابة الدعاء وترتب الاثر عليه فنقول :