المجتمع الصغير وبين افراد المجتمع الكبير ايضا فجعل في اطار الاول حقوقا للابوين على الابناء وللابناء على الابوين ولكل واحد من الزوجين حقوقا على الاخر وفي اطار الثاني اي المجتمع الكبير جعل حقوقا للجار على جاره وللمسلم على اخيه في الإسلام وللانسان على اخيه في الإنسان ية وهكذا توسعت دائرة الحقوق في الإسلام حتى شملت الحيوان حيث جعل الله سبحانه له حقوقا على صاحبه وهذه الحقوق منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب كما بين ذلك مفصلا في الفقه الإسلامي العادل الشامل ومن المعلوم ان الإنسان المسلم اذا امتثل احكام السماء وادى لكل ذي حق حقه وقام بما يجب عليه نحوه فإن ذلك يثمر المحبة والوئام بشكل عفوي فطري لان الإنسان مطبوع على حب من احسن اليه وتأدية الحق لصاحبه نوع من الاحسان الذي يزرع المحبة ويثمر العطف والحنان ويؤدي الى ترتب فائدتين وثمرتين يانعتين احداهما نفس الفائدة المترتبة على تأدية الحق لصاحبه والثانية حصول المحبة لمؤدي الحق في نفس من ادى اليه كما هو الملموس بالوجدان ومن المعلوم ان المحبة نفسها تمثل شجرة ميمونة مباركة لا تثمر إلا الخير والنفع للاخرين مع دفع الاذى عنهم.
واذا انطلقنا من دائرة الحقوق والواجبات باحثين عن اسباب اخرى تغرس المحبة او تقويها في النفوس فإننا نجد اسبابا كثيرة حث الشارع اتباعه على توفيرها من اجل ان يحصلوا بها التحابب والتعاطف واكثر هذه الاسباب مستحبات وقد تصبح واجبة بالعنوان الثانوي.