وتعميقها في الذهن ان كانت موجودة بمرتبة ضعيفة.
كما تكون مصدرا للإيمان بما يتفرع على تلك العقيدة من احكام شرعية وقوانين دينية تنظم علاقة المخلوق بخالقه ليعرف ماذا يجب عليه نحوه وكيف يطيعه ليحقق الغاية التي خلقه من اجلها وهي عبادته وحده لا شريك له.
كما تنظم علاقته بأفراد المجتمع الصغير وهو الاسرة والكبير وهو المجتمع ليعرف ماذا يجب عليه نحو غيره في اطار هذين المجتمعين ليؤديه بالاخلاق الإسلامية والاداب المحمدية المتمثلة بالحكمة والموعظة الحسنة اذا حصل توقف من الاخر عن تأديتها.
واذا عرفنا ان العبادة التي خلق الله الإنسان من اجلها يراد بها اطاعته والانقياد اليه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه في كل المجالات ندرك انه يكون على حالة عبادة له سبحانه في كلا المجالين المشار اليهما وفي مجال ارتباط العبد بخالقه عبر العبادات الخاصة المعهودة ومجال معاملته وتعامله مع الاخرين في اطار الوظيفة الشرعية المحددة له من قبل المشرع الاول وهو الله سبحانه.
لانه كما يصدق عليه عنوان العبادة والعبودية لله سبحانه وهو يؤدي له تلك العبادات المعهودة كذلك يصدق عليه هذا العنوان وهو يؤدي وظيفته الشرعية في اطار المجتمع لان تأدية كلتا الوظيفتين ـ وظيفة اطاعة الله سبحانه بفعل العبادات الخاصة والوظيفة الشرعية في اطار المجتمع ـ تعتبر عبادة لله سبحانه بالمعنى العام للعبادة كما تقدم.
وقد تستفاد من دراسة حياة العظماء في التاريخ دروس اخرى نافعة وعظات بالغة غير ما مرت الاشارة اليه من الدرس والعبرة الموجبة لتحصيل الايمان الصادق بعد العدم او لتقويته وتعميقه بعد الضعف.