دروس تربوية من سيرة أبي طالب
وحيث اننا في نهاية الحديث عن شخصية ابي طالب رضوان الله عليه ـ وإيمانه الراسخ فيترجح ان نقف من هذه الشخصية الفذة وقفة تأمل واعتبار لنستلهم منها الدروس النافعة والعبر المفيدة وهي كثيرة وسأقتصر على ذكر بعضها وهو الاهم الابرز فأقول : من الدروس التي يمكن ان نستهلمها من سيرة ابي طالب وجهاده البطولي الصامد ـ درس في الوعي والاخلاص للحقيقة المبدئية والواقع الراهن ـ يستفاد ذلك من ثباته على مبدئه الحق ودفاعه عنه وتحمل كل انواع الاذى والتعسف في سبيله نتيجة التجرد عن التقليد الاعمى والتعصب الاحمق لتقاليد المجتمع الفاسدة وعقائده الباطلة.
وقد برز هذا كله بوضوح وجلاء بموقفه الإيجابي من الدعوة الإسلامية منذ اللحظة الاولى التي انطلق الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم بها بشيراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً حيث وقف منها موقف الدعم والتأييد مع الدفاع والحماية رغم المعاناة الشديدة التي كان يتحملها في هذا السبيل الى ان انتقل الى جوار ربه راضيا مرضيا.
والمطلوب من جيلنا الجديد ان يقتدي ببطل التوحيد ابي طالب باعتناق العقيدة الصحيحة التي بني عليها الإسلام العظيم ـ بالدليل القاطع الذي انطلقت منه وقامت على اساسه وهو كامن في طي الفطرة السليمة المؤيدة بآيات الكتاب الحكيمة وذلك يؤدي به عفويا الى الايمان بالنظم العادلة والتشريعات السماوية الكاملة التي تنظم علاقة الإنسان بخالقه وبأخيه الإنسان