حذفت من كل منهما مقدمته وخاتمته لخروجهما عن محل البحث وارتباطهما ببعض خصوصيات المجلة ـ وفيما يلي اهم ما ورد في الحديث الاول.
عندما اقتضت الحكمة الإلهية ان توجد الإنسان لعبادته سبحانه وحده لا شريك له بصورة مستمرة ومسيرة ثابتة وكان ذلك متوقفا على قوة روحية وصلابة ايمانية تساعده على الاستقامة في خط العبودية القويم وعدم الانحراف عنه تحت تأثير الاغراءات الكثيرة والضغوطات العديدة ـ فقد جاء التكليف بالعبادات الخاصة والاتيان بها على وجهها الخاص من اجل ان تكون رياضة روحية تساهم في تقوية الروح المعنوية لدى المكلف وتصليب ارادته لينهض بمسؤليته العبادية بقوة وثبات يشد العبد المخلوق الى خالقه ويربطه به فكريا من خلال التأمل في عظمته العظيمة ونفسيا من خلال امتلاء قلبه بالخشوع امام هذه العظمة ـ وعمليا من خلال التزامه بسلوك خطه القويم وصراطه المستقيم الذي يؤدي به الى سعادة الدارين.
والاستمرار على ممارسة العبادة بهذا الخشوع النفسي وذلك الالتزام العملي ـ يعطي المكلف الملتزم قوة روحية تسدد خطاه وتثبتها على خط الاستقامة في سبيل العبودية المطلوبة وبذلك يظهر السر في اعتبار الشارع المقدس قصد التقرب في العبادات شرطا في صحتها لأن توفير هذا الشرط هو الذي يؤدي في النهاية الى تحقيق ملكة العبودية والتقوى المستهدفة من تشريع تلك العبادات الخاصة على هذا الوجه الخاص.