امتد واتسع بسعة الإسلام وصدر هذا الإمام عليهالسلام حتى شمل عدوه اللئيم وقاتله اللعين حيث اوصى به اولاده طالبا منهم ان يطعموه مما يأكلون ويسقون مما يشربون وان يعاملوه برفق ولين وان يتركوا الامر اليه ليتخذ القرار المناسب اذا عوفي من ضربته واذا قتل بها يقتصرون على ضربة واحدة قاتلة له قصاصا ولا يمثلون به لمنع الإسلام ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم من التمثيل ولو بالكلب العقور وعلى نفس هذا النهج القويم سار الإمام الحسن عليهالسلام الحليم مع ذلك الشامي الذي اخذ يسبه متأثرا بالشبهات التي كان معاوية يثيرها ضد الإمام علي واولاده عليهمالسلام وفيما يلي نص هذه القصة على ما ورد في الجزء الاول من كتاب أئمتنا صفحة ١١٤.
عن المبرد وابن عائشة قالا : إن شاميا رأه راكبا فجعل يلعنه والحسن لا يرد فلما فرغ اقبل الحسن وضحك وقال : ايها الشيخ اظنك غريبا ولعلك شبهت فلو استعتبتنا اعتبناك ولو سألتنا اعطيناك ولو استرشدتنا ارشدناك ولو استحملتنا حملناك وان كنت محتاجا اغنيناك وان كنت طريدا أويناك وان كانت لك حاجة قضيناها لك فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان اعود عليك لان لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالاً كثيراً.
فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال : اشهد انك خليفة الله في ارضه. الله اعلم حيث يجعل رسالته وكنت انت وابوك ابغض خلق الله الي والان انت احب خلق الله الي وحول رحله اليه وكان ضيفه الى ان ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم عليهالسلام.