بيته بعده ليمثلوا دوره وينشروا نوره عبر القرون والاجيال كلها الى ان يرث الله الارض ومن وما عليها ـ وذلك هو مقتضى الحديث القائل :
حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة وهذا وذاك هو السر في تفوق اهل البيت عليهمالسلام على سائر افراد الامة بكل الصفات الكمالية كما كان جدهم الاعظم الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم كذلك من اجل ان تتم الحجة وتتحقق غاية البعثة وهدف الرسالة.
ومن الصفات الكمالية التي برزت في حياة كل واحد منهم وتفوق بها على غيره ـ صفة الحلم التي تجمل بها الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم مع قومه الذين آذوه نفسيا وجسميا بما لم يؤذ به نبي قبله ـ كما قال. وخصوصا في معركة أُحد حيث حصل له ما حصل من قبلهم ـ وطلب البعض منه ان يدعو عليهم لينتقم الله له منهم فأبى ودعا لهم قائلا :
« اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » بدل ان يدعو عليهم بالهلاك وقصته مع جاره اليهودي الذي كان يسبب له الاذى كلما مر امام باب داره ورد رسول الرحمة على ذلك بعيادته له حال مرضه الامر الذي سبب دخول هذا اليهودي في الإسلام ـ هذه القصة مشهورة معروفة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في التاريخ وكذلك عفوه عن قومه يوم فتح مكة وقوله لهم : « اذهبوا فأنتم الطلقاء ».
وانطلاقا من نفس هذا المبدأ الإنسان ي النبيل والإسلامي الرفيع ـ كان عفو الإمام علي عليهالسلام عن خصومه في معركة الجمل رغم تمكنه من اتخاذ الاجراء القاسي والمستحق بالنسبة اليهم وكذلك عفوه عن خصومه يوم صفين حيث سمح لمعاوية وجيشه بورود المشرعة واخذ حاجتهم منها رغم منع معاوية وجماعته الإمام وجيشه من ذلك عندما سبقوا اليها وسيطروا عليها وعندما سمع سباً من بعض اصحابه لمعاوية واصحابه ـ ردعه عن ذلك قائلا له :
إني أكره لكم ان تكونوا سبابين ولم يقف حلم علي عند هذا الحد بل