عداوة كأنه ولي حميم (٣٤) ) (١).
وقال الشاعر :
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم |
|
فطالما استعبد الإنسان إحسان |
وقد ظهر خلال الحديث ان اضرار العداوة لا تنحصر بالطرف الاخر المعادى ـ بفتح الدال ـ بل تبتدىء بنفس المعادي ـ بكسر الدال لتسبب له الكثير من الاضرار المادية والروحية الدنيوية والاخروية ولذلك يطلب من كلا الطرفين ومن يتصل بهما ان يبذلوا اقصى الجهد في سبيل القضاء على هذا الشر الخطير والضرر الكبير الذي كان ولا يزال مصدر الكثير من الاضرار التي تحطم كيان الإنسان فردا ومجتمعا.
وبذلك يعرف السر في حث الإسلام على السعي في سبيل اصلاح ذات البين واعتباره افضل من الصلاة والصيام المستحبين وقد مر الحديث حول موضوع الاصلاح واهميته وذلك في معرض الكلام حول الوسائل العلاجية التي دعا اليها الإسلام من اجل القضاء على مرض العداوة وازالته من جسم المجتمع الصغير ـ الاسرة والكبير المعهود ـ وحيث شاءت الارادة الإلهية والرحمة السماوية ان تقدم الإسلام المنقذ والمسعد ـ بكلا جناحيه النظري المتمثل بكتاب الله سبحانه والسنة القولية المتمثلة بروايات الرسول الاعظم واهل بيته عليهمالسلام ـ مع الجناح التطبيقي المتمثل بسيرة هذا الرسول وعترته من اجل ان تتضح صورة هذا الدين العظيم ويظهر على حقيقته امام افراد المجتمع البشري فتتم الحجة وتقدم الاسوة والنهج فيعرفوا الشرع واسلوب تطبيقه.
اجل : حيث ان الله سبحانه انزل الدين ليكون رحمة للعالمين وكان ذلك متوقفا على الحجة المبلغة لاحكامه على حقيقتها والسابقة الى العمل والتطبيق ـ فقد هيأ واعد لشرعه الاخير الاكمل رسوله الاخير الافضل واهل
__________________
(١) سورة فصلت ، آية : ٣٤.