يوم الحشر الاكبر والحساب الاعسر وهذا ما اشرت الى ترتبه على العداوة من الاضرار الاخروية.
لان الغيبة وما عطف عليها من الصفات الذميمة هي من الكبائر العظيمة التي اوعد الله عليها بالعقاب الشديد.
وبذلك تعرف فائدة الحلم العظيم لانه يساعد على التخلص من مرض العداوة والشحناء التي تجر الى كل ذلك البلاء ومن اجل توضيح ذلك اكثر اقول :
ان العداوة والبغضاء مرض نفسي خطير والدواء الذي يستعمل للتخلص من شره نوعان احدهما مسكن لألمه والثاني مقتلع له من الجذور في الغالب.
اما الاول المسكن فهو كظم الغيظ والعفو عن المسيء بمعنى عدم الرد عليه بالمثل وهو المعبر عنه بالحلم وهذا الدواء المعنوي وان كان راجحا ومطلوبا شرعا وعرفا الا ان اثره في الغالب يقف عند حد التسكين ولا يقتلع مرض العداوة من الاساس وبذلك تعرف أهمية الدواء الثاني وهو الرد على الإساءة بالاحسان قولا وفعلا وذلك لان الإنسان مطبوع على حب من احسن اليه وخصوصا اذا صدر الاحسان ممن حصلت له الاساءة التي تقتضي بطبعها الرد بالمثل وربما كان الرد اشد واعنف ـ فإذا حصل الاحسان مكانها سبب ذلك ردة فعل ايجابية عند المسيء ـ غالبا حيث يندم على ما صدر منه ويصبح بصدد الاعتذار ممن اعتدى عليه واساء اليه ويرغب بعد ذلك بمقابلة الاحسان المعالج ـ باحسان مماثل ليكون تكفيرا لخطيئة الاساءة السابقة وتعبيراً عن زوال سببها وهو العداوة وحلول المحبة مكانها.
وهذا ما اشار اليه بقوله تعالى :
( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه