ومن السنة قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما روي عنه في وصيته للامام علي عليهالسلام وهي موجهة لنا بواسطته لانه معصوم يندفع بذاته للعمل بهذه الوصية : يا علي : لا تغضب فإذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرحمن على العباد وحلمه عنهم واذا قيل لك : اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ايضا : « من كظم غيظا وهو يقدر على انفاذه ملأ الله قلبه أمناً وايماناً ».
وقد تقدم الحديث حول هذا الموضوع من هذا الكتاب في مقام بيان الدواء المزيل لمرض العداوة والشحناء فليراجع صفحة ٥٨ والفوائد المترتبة على الحلم كثيرة اهمها القضاء على مشكلة العداوة والخصومة التي تنشأ بين افراد المجتمع وتسبب للانسان المعادي الكثير من الاضرار وهي متنوعة فمنها ما هو صحي نفسي ومنها ما هو اجتماعي دنيوي ومنها ما هو ديني اخروي.
اما الاول وهو النفسي فواضح الخطورة والاضرار لان العداوة والشحناء تثير في النفس الالم وتحرك الحقد الذي يتطور في كثير من الاحيان الى الحسد المدمر وهو تمني زوال النعمة عن الغير مع السعي في سبيل حصول هذا الزوال حالا بالقول او بالفعل ومن المعلوم ان الحقد الدفين والحسد اللعين من اخطر الامراض النفسية التي تسبب الكثير من الامراض الجسمية واذا كان المثل المشهور القائل : العقل السليم في الجسم السليم صحيحا فالعكس صحيح ايضا لان العقل اذا كان سقيما والقلب لم يكن سليما يترتب على ذلك الكثير من الامراض البدنية الخطيرة.
واما الاضرار الاجتماعية الدنيوية فلأن العداوة في حقل النفس كشجرة الحنظل التي لا تعطي الا الثمر المر فهي تدفع صاحبها الى الغيبة التي تحطم كرامة الطرف الاخر وقد تنضم اليها النميمة وشهادة الزور ضده ونحو ذلك من المواقف السلبية التي تسبب للشخص الاخر اضرارا كثيرة مادية ومعنوية وتسبب في الوقت نفسه لهاذا المعادي المصاب بمرض العداوة الكثير من الاضرار المادية والمعنوية مضافا الى الاضرار الاكثر والاخطر التي تحصل له