حلم الإمام الحسن ( ع )
المراد من الحلم صفة ثابتة في نفس الشخص الحليم تعبر عن رحابة صدره وسعة افقه النفسي فلا يضيق ذرعا بما يحصل له من منافيات الطبع البشري المؤدية للإنفعال العاطفي بل يهضم ذلك بمعدة نفسه الكبيرة التي تأبى ان تنزل عن مستواها الرفيع الى مستوى النفوس الصغيرة التي تتجاوز حد الادب الإنسان ي والخلق الإسلامي الرفيع.
وينشأ عن ذلك كظم الغيظ والعفو عن المسيء وربما تجاوزت النفس الكبيرة حد العفو الذي يحمل في طي مفهومه معنى سلبيا وهو عدم الرد على المسيء بالمثل ـ الى معنى ايجابي رائع تتمثل فيه الإنسان ية باسمى معانيها وهو الرد على الاساءة بالاحسان الذي يرفع مقام الإنسان الى مستوى الملائكة ـ ولاهمية صفة الحلم ودورها الطليعي في علاج اصعب مشكلة اجتماعية وازالة اخطر مرض نفسي يفتك في كيان الإنسان فردا ومجتمعا ـ فقد ورد الحث عليها والترغيب فيها في الكتاب الكريم وسنة النبي العظيم وتوجيهات اهل بيته عليهم الصلاة وازكى التسليم.
قال الله سبحانه في مدح المؤمنين السائرين على نهج السماء بالايمان الصادق والخلق الفاضل والتقوى والعمل الصالح :
( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (١٣٤) ) (١).
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية : ١٣٤.