ويستفاد ذلك ( اي خلق الله الإنسان لعبادته سبحانه ) من صريح قوله تعالى :
( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون (٥٦) ) (١).
وهناك آيات كثيرة تفيد ان الله سبحانه خلق السماوات والارض وما فيهما من اجل خدمه الإنسان من ذلك قوله تعالى :
( الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض ) (٢).
وقوله تعالى :
( وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ) (٣).
فالآية الأولى نصت على ان عبادة الله سبحانه هي علة ايجاد الإنسان والآيتان المذكرورتان بعدها تنصان على ان سبب وعلة خلق الله السماوات والارض وما فيهما هي خدمة هذا الإنسان.
فيكون المستفاد من مجموع هذه الآيات الكريمة ان عبادة الله سبحان هي علة ايجاد هذا الكون كله بما فيه الإنسان كما اشرت لذلك في مستهل الحديث ،
ومن اجل بلوغ الهدف المقصود من هذا الحديث حول هذا الموضوع السامي لا بد من بيان المراد من العبادة ـ موضع البحث ـ مع الاشارة الى الفوائد الكبيرة والكثيرة المترتبة على ممارستها ولو اجمالا ويوكل بيان هذه الفوائد على وجه التفصيل الى ابحاث اخرى اوسع تبين فيها تلك الفوائد بحديث اشمل فنقول :
__________________
(١) سورة الذاريات ، آية : ٥٦.
(٢) سورة لقمان ، آية : ٢٠.
(٣) سورة الجاثية ، آية : ١٣.